الجيش الأمريكي يعلن اكتمال انسحاب قواته من النيجر

بعد أشهر من تعليق النيجر لتعاونها العسكري مع الولايات المتحدة، أعلن الجيش الأمريكي الإثنين اكتمال انسحاب قواته من هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا، والذي يشهد تقاربا متزايدا مع روسيا، المنافسة الاستراتيجية للولايات المتحدة في عدة مناطق حول العالم، بما فيها أفريقيا. وكانت واشنطن قد توصلت في نيسان/أبريل 2024 إلى اتفاق مع السلطات في نيامي لسحب قواتها عقب انقلاب عسكري في تموز/يوليو 2023.

في بداية أغسطس/آب، انسحب الجيش الأمريكي من قاعدة أغاديز، وكانت هذه آخر قاعدة له في البلاد، فيما بقي عدد قليل من الأفراد لضمان سحب المعدات المتبقية. وكانت النيجر في السنوات الأخيرة مركزا للعمليات الأمريكية والفرنسية ضد الجهاديين في منطقة الساحل، خصوصا بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، المعاديتين للوجود الغربي.

وتقربت النيجر من مالي وبوركينا فاسو بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم في يوليو/تموز 2023. كما أعلنت هذه الدول الثلاث الخاضعة للحكم العسكري عن تعزيز العلاقات بإنشاء “كونفدرالية دول الساحل”، وطالبت بخروج القوات الفرنسية والأميركية من أراضيها.

بدأ انسحاب القوات الأمريكية من النيجر في مايو/أيار بعد إلغاء اتفاق التعاون العسكري بين الطرفين في مارس/آذار. وعلى الرغم من هذا الانسحاب، أكدت الولايات المتحدة استمرار وجود “أهداف أمنية مشتركة” مع النيجر. وأشار الجنرال كينيث إيكمان، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، إلى احترام سيادة النيجر بالكامل، حيث تم الانسحاب بناء على طلبها بسلام واحترام. مؤكدا أن الخطوة التالية هي الاستماع لاحتياجات النيجر لبناء علاقة مستقبلية في المجال الأمني. وفي أغسطس/آب، أنهى الجيش الألماني أيضا انسحابه من النيجر وأعاد آخر جنوده إلى ألمانيا.

وبالتزامن مع ابتعادها عن واشنطن وحليفتها فرنسا، عززت النيجر تقاربها مع روسيا. ووافقت الحكومة العسكرية المنبثقة عن الانقلاب على تعزيز التعاون الدفاعي مع روسيا في يناير/كانون الثاني الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *